100 100 100

دليلك الشامل حول كاميرات الهواتف وكيفية المقارنة بينها

إذا ما أردنا الحديث عن كاميرات الهواتف المحمولة منذ اثنتي عشرة سنةً إلى الآن سنجد أن التطورات كبيرة جداً وكمية الاختلافات بين تقييمنا لكاميرات هواتفنا الآن مقارنةًَ بالسابق اختلفت بشكل جذري، وحتى الآن فإن موضوع تقييم كاميرات الهواتف أمر نسبي جداً ويتبع الذوق الخاص لكل فرد كما أن الطريقة في التقييم تختلف. لكن مع ذلك هنالك العديد من الأمور التي أعتبرها أخطاءً جسيمةً جداً يرتكبها الكثير من الناس أثناء اختيارهم وتقييمهم لهاتف ما بناءً على كاميراته.

مقالنا اليوم سيتحدث عن كيفية تقييم كاميرا أي هاتف وما هي الاختلافات بين الكاميرات بشكل عام، وسأخوض في الموضوع مباشرة على شكل تعداد فقرات بشكل متسلسل حسب الأهمية من وجهة نظري.

أولاً: تعداد الميغابكسل وحجم الحساس

كانت القاعدة المتعلقة بهذا الموضوع بسيطة وسهلة، كلما زاد تعداد الميغابكسل للكاميرا كلما كانت أفضل. ببساطة نجد هواتف النوكيا القديمة مثل Xpress Music والتي كنت من أشد معجبيها، كان بعضها يحوي كاميرا بدقة 8 ميغابكسل الأمر الذي كان يدفعنا بشكل مباشر لشراء هذه الهواتف وذلك لأن التسويق للكاميرات بالرغم من قلة أهميتها آنذاك بسيط جداً ” زد تعداد الميغابكسل تزيد المبيعات”.

إلا أن الأمر حالياً لم يعد بهذه البساطة، ولهذا نجد أن أغلب الهواتف الرائدة تحمل كاميرات بدقة 12 ميغابكسل أو ما شابه في حين أن التقنيات التي يحملها SoC ( أي  System On Chip نظام على الشريحة و ذلك لأن هذه الشريحة لا تحوي فقط نوى المعالجة الحوسبية بل أيضاً على معالج رسوميات مستقل بالإضافة إلى المودم وكذلك مجموعة من الوحدات المسؤولة عن الصوتيات و شبكات الاتصال وغيرها) قادرة على دعم دقة كاميرات أعلى من ذلك بكثير، لكن الأمر أصبح معقدًا ومتشابكًا، وسأخبركم السبب:

تتوضع البكسلات ضمن ما يسمى الحساس وهذا الحساس يتبع قاعدة ” الأكبر= الأفضل” وكلما كان الحساس أكبر كلما ازداد عدد البكسلات التي يمكننا وضعها ضمنه. لكن البكسلات بذاتها تختلف بأحجامها وهذا يعطينا متغيرين للمعادلة مما يزيد الأمور تعقيداً.

كما نعلم فإن البكسلات هي ما تشكل الصورة وحتى تظهر لنا هذه الصورة بشكل واضح وسليم يجب أن نؤمن كميةً كافيةً من الضوء لإنارة كل بكسل. مما سبق نستنتج أنه كلما كبر حجم البكسل كلما سمح لنا ذلك بحصول الحساس على كمية أكبر من الضوء وبالتالي صورة أفضل.

بمعنى أنه لو جئنا لنقارن حساسي كاميرا لهما نفس الحجم أحدهما بدقة 20 ميغابكسل وآخر بدقة 12 ميغابكسل سنجد أن الثاني أفضل نوعاً ما في ظروف الإضاءة الضعيفة (إذا لم نأخذ في الحسبان جميع المتغيرات الأخرى التي سنذكرها في المقال لاحقاً)، وذلك لأننا لسنا بحاجة إلى كمية كبيرة من الضوء لإضاءة الصورة وظهورها بشكل واضحٍ نوعاً ما بغض النظر عن الضجيج الذي سيظهر نتيجة قلة حدة الصورة لأن تعداد الميغابكسل أقل من الحساس الآخر.

نستخلص مما سبق أنه لمقارنة كاميرتين لهما نفس حجم الحساس، وهذا يظهر بوضوح في ورقة مواصفات الجهاز مثل 1/2.33 وحجم البيكسل بالمايكرون مثل 1.55 مايكرون، ننظر لتعداد الميغابكسل حسب السابق أما لو كانت لدينا كاميراتان لهما أحجام حساسات مختلفة ونفس الدقة (أي نفس تعداد الميغابكسل) فتكون هنا الكاميرا الأفضل هي التي توازن بين حجم الحساس الكبير نسبياً وحجم البكسلات وهذه هي البداية فيما يتعلق بالمقارنات.

ثانياً: Aperture أو فتحة العدسة:

هنا نتحدث فعلياً عن عاملين، أولهما البعد البؤري والذي أعتقد أنه ليس بالمهم كثيراً أو لا ينظر له كثيراً على كاميرات الهواتف المحمولة، والثاني هو قيمة F أو F-Value وهي ببساطة فتحة عدسة الكاميرا.

بمعنى آخر، سبق وذكرت لكم أن الصورة مكونة من بكسلات هذه البكسلات تحتاج إلى إضاءة لكي تظهر الصورة بشكل واضح، إذاً حتى تدخل إضاءة كافية فإن فتحة عدسة الكاميرا أو الحساس يجب أن تكون “عريضة” نعم عريضة وليست كبيرة، هكذا يعبر عنها لأنها اصطلاح أفضل من أكبر لأن فتحة العدسة دائرية الشكل ونحن نريد زيادة هذه الفتحة أي زيادة عرضها أو زيادة قطرها.

بمعنى أن كاميرا هاتف LG V30 مثلا تحمل كاميرا خلفية بفتحة عدسة f/1.6 وهذا الرقم كلما قل كلما كان أفضل للكاميرا الأساسية.

ويجب التنويه أن فتحة عدسة مثل f/1.8 في كاميرات الهواتف لاتساوي فتحة العدسة f/1.8 على الكاميرات الاحترافية DSLR وذلك لأن حجم الحساس مختلف تماماً فالنتائج التي نحصل عليها من كلتا الكاميرتين مختلفة تماماً، إضافة لاختلاف البعد البؤري وهو ما يعبر عنه بواحدة ال mm مثل أن تكون كاميرا ببعد بؤري مثلا 26 ميلي متر، يفيدنا ذلك بشكل كبير في معرفة كم يجب علينا أن نبتعد أو نقترب من الشيء الذي نريد تصويره كي نحصل على عزل جيد (أو ما يُعرف بتأثير Bokeh – عزل الخلفية بتأثير Blur وإظهار العنصر في المقدمة بشكل حاد وواضح).

والعزل هنا فعلياً يتحكم به من خلال فتحة العدسة وقيمة البعد البؤري فعند الموازنة بين هاتين القيمتين نستطيع الحصول على صور رائعة وكمية العزل فيها كبير. ويجب التنويه هنا أنه ليست جميع الكاميرات تقوم بعملية العزل بمساعدة العتاد الفيزيائي أي كاميرا واحدة أو اثنتين، بل هنالك كثير من الكاميرات التي تعتمد على ميزات في السوفتوير للحصول على المزيد من العزل، بما أنه الأمر الرائج حالياً ووضع ال Portrait مهم جداً على هواتفنا المحمولة.

كمية العزل أو Blur ممكن أن يكون سطحيًا Shallow بعزل قليل، وهي المقاربة التي تسعى لها الكثير من الكاميرات الاحترافية، في حين أن كاميرات الهواتف تُركّز على العزل العميق Deep والذي يؤمن كمية عزل كبيرة بغض النظر عن الطريقة التي حصلنا فيها على العزل.

المقارنة هنا تعود للذوق الشخصي بعد النظر إلى أرقام فتحة العدسة والبعد البؤري وحجم الحساس وحجم البكسل الواحد، فبعض الأشخاص يحبون التأثير الدراماتيكي الذي يعطيه العزل الكبير لأغلب الصور وبعضهم يفضل العزل الخفيف.

هنالك ملاحظة صغيرة أحببت إضافتها، أنه في حالة كانت فتحة عدسة الكاميرا قليلة أو كنا في ظروف الإضاءة الضعيفة فبالإمكان التعويض عن ذلك عن طريق إطالة زمن إغلاق العدسة أو التحكم بما يعرف بال Shutter Speed فمن خلاله يمكننا السماح لأكبر كمية من الضوء ممكنة بالدخول إلى الحساس ولكنها تتطلب تثبيتاً قوياً فإن لم يكن الجهاز يحوي تثبيتاً بصرياً فإن هذا الأمر سيؤدي للحصول على كمية كبيرة من الضجيج والاهتزاز في الصورة و هو أمر غير مرغوب بالتأكيد.

ثالثاً: الكاميرات الثانوية

تتنوع الكاميرات الثانوية في أنواعها وتنقسم بشكل عام إلى قسمين، كاميرا الـ Telephoto وكاميرا الـ Monochrome بالإضافة إلى العدسة العريضة أو Wide Angle.

كاميرا التيليفوتو تستخدم للتقريب البصري وتحمل عادة بعد بؤري ضيق نوعاً ما f/2.4 أو f/2.2 حسب الكاميرا وتستخدم بشكل كبير للحصول على تأثير ال Bokeh أو العزل الذي نراه في صور ال Portrait وغيرها وأشعر أن استخدامها لهذا الغرض من قبل المستخدمين أكبر من استخدامها فعلياَ ككاميرا قادرة على التقريب.

أما كاميرا المونوكروم فهي كاميرا من اسمها ليست RGB إنما تصور بالأبيض والأسود فقط، وتستخدم هذه الكاميرا في الحصول على معلومات إضافية عن الصورة وإعطاء تفاصيل أكبر لها لزيادة حدة الصورة، وهذا النوع من الكاميرات مفضل بالنسبة لي.

أما عن العدسة العريضة والتي قلما نراها على كاميرات الهواتف والتي تعطي للمستخدم  زاوية التقاط صورة كبيرة بمعنى أنه يمكننا إظهار كمية أكبر من الأشخاص أو الأشياء في إطار الصورة مقارنةً بالعدسة العادية.

 أشعر أن للعدسات العريضة فائدة كبيرة لكن جنون كاميرات التيليفوتو قد سيطر على الموقف هنا، فنرى هذا النوع من الكاميرات عادة على الكاميرات الأمامية لأخذ صور السيلفي.

هنا ليس لدينا تفضيل نوع على آخر فهذا يرجع للذوق الشخصي لكل مستخدم ماذا يفضل لكن هذه الكاميرات بحد ذاتها تختلف في جودتها، فبعض كاميرات التيليفوتو لا تعمل إلا في ظروف الإضاءة الجيدة وبعض كاميرات المونوكروم لا تضيف قيمة كبيرةً إلى الصورة وذلك لأن السوفتوير الذي سيجمع كلتا الصورتين من كلتا العدستين ضعيف أو بطيء.

وهكذا نرى أن عملية المقارنة بين هاتفين يحملان كاميرتين خلفيتين لم يعد سهلاً بسبب التنوع الكبير لأنواع الكاميرات واختلاف جودتها ولكن شخصياً أرى أن الحكم يرجع دائماً لعينات الصور وليس للأرقام.

رابعاً: التثبيت

لدينا نوعان من التثبيت في كاميرات الهواتف المحمولة، النوع الأول هو التثبيت الإلكتروني وهو الذي يعتمد على قص جزء من إطار الصورة لتخفيف الاهتزاز في الأطراف  بالإضافة لتطبيق العديد من الخوارزميات البرمجية الأخرى على الصورة أو مقطع الفيديو وذلك للحصول على تثبيت إلكتروني.

أما النوع الثاني وهو التثبيت البصري والذي يعتمد على آلية فيزيائية لتثبيت عدسة الكاميرا من خلال كونها شبه طافية بمساعدة محركات صغيرة جداً مع حساسات جاذبية ومتحكم صغري. هذه الأمور تساعد على تحريك العدسة باتجاه معاكس لحركة الاهتزاز الناتجة عن حمل الكاميرا، فعلى سبيل المثال لو كانت يدي التي تحمل الهاتف تهتز نحو اليمين، سيقوم المتحكم الصغري بإرسال أمر إلى المحركات الصغيرة بتحريك العدسة نحو اليسار وهكذا..

بعض كاميرات الهواتف تحوي تثبيتاً بصرياً باستخدام حساسي جاذبية Gyro وهذا التثبيت يدعى ب 2axis أي يتحسس للمحورين الشاقولي والأفقي فقط وهو أضعف من النوع الذي يدعى 4axis والذي يتحسس وبمساعدة حساس تسارع إلى الحركات الدورانية بالإضافة للمحاور الشاقولية والأفقية، فهو بذلك يعطي قراءات أفضل وأدق عن زوايا الدوران التي يجب على المتحكم الصغري إرسال معلوماتها إلى المحركات الصغيرة.

حساسات الجاذبية هذه سريعة جداً وتعطي قراءات مستمرة إلى المتحكم الذي يصدر الأوامر أيضاً بشكل مباشر للمحركات لتحريك العدسة.

بالطبع فإن التثبيت البصري أفضل بكثير من التثبيت الإلكتروني ونجد فائدة كل من التثبيتين في حالتين مهمتين:

الأولى: حالة التصوير في ظروف الإضاءة الضعيفة، هنا نحن بحاجة لتقليل زمن فتح وإغلاق العدسة كما أسلفت للسماح لأكبر كمية من الضوء بالدخول إلى الحساس وحركة اليد هنا أو الاهتزاز ستعطينا صوراً مشوشة وهنا يأتي دور التثبيت في منع هذا التشويش قدر الإمكان.

الحالة الثانية: هي حالة تصوير الفيديو خصوصاً فيديوهات الكاميرا الأمامية، ويجد مدوّني الفيديو هذه الميزة مفيدة جداً بالنسبة لهم. وقد قامت شركة مثل Sony بتقديم هاتف Sony XA2 Ultra مع كاميرتين أماميتين بتثبيت بصري في حين أن الكاميرا الخلفية مثبتة إلكترونياً فقط!

ومن الجدير بالذكر أن جوجل قامت في هاتفها الأخير Pixel 2 بدمج التثبيتين البصري والإلكتروني معًا (عند تصوير الفيديو) بشكل يتيح الحصول على الأفضل من كلتا الميزتين. مدعومًا بالذكاء الاصطناعي، يقدم تثبيت الفيديو في الهاتف مستوىً رائع من الثبات. قمنا بتصوير مقطع الفيديو التالي باستخدام هاتف Pixel 2 XL، حيث يمكن أن نرى مدى انسيابية الحركة وعدم وجود أي اهتزاز تقريبًا رغم التصوير أثناء المشي وإمساك الهاتف باليد:

خامساً:توليد الألوان

من المؤكد أنكم استغربتم في مرحلة ما من مسيرتكم التقنية لماذا تبدو الألوان في بعض الهواتف ” أدفئ” من غيرها وبعضها يبدو “بارداً جداً” في الواقع الأمر يعود إلى ما يسمى Color Profile وهو عبارة عن مجموعة من ال Presets أو التعليمات المعينة لمعالجة الصور الملتقطة لتبدو بمظهر معين.

فعلى سبيل المثال: سامسونج تعمد إلى زيادة إشباع الألوان أو مايعرف بالـ Over Saturation، في حين تبدو ألوان سوني أقرب للواقع وأبعد مايكون عن زيادة الإشباع أو التغيير في الألوان ودرجاتها ويسمى ذلك ب True To Life Colors.

تعود الأفضلية هنا للذوق الشخصي مرة أخرى، شخصياً أجد أن ال Color Profile الخاص بكاميرات سوني مميزُ جداً.

وهنا يجب التنويه أن الألوان تختلف على الشاشات أيضاً وذلك لأن الشاشات أيضاً لها Color Profile خاص بها ومعايير خاصة لتقييم مدى دقتها واقترابها من الألوان الحقيقية، لكن لحسن الحظ فلدينا تقنية مايعرف بالمعايرة أو Calibration وذلك لضبط الألون لتكون أقرب للواقع عن طريق طرق مختلفة أسهلها ما تقدمه بعض الشركات من ضمن خيارات النظام بذاته للتحكم بدرجة الألوان ومدى إشباعها.

إلا أنه وبالعودة للحديث عن كاميرات الهواتف، فخيار ال HDR مهم جداً ويختلف من جهاز لآخر فبعض الأجهزة الرخيصة لا تثري الألوان ولا تشبعها بشكل كافٍ، في حين أن بعض كاميرات الهواتف قادرة على إحياء الصور و إعطاء تباين وتوضيح للظلال و التقليل من حدة بعض الألوان الساطعة مثل لون السماء أو غيرها وذلك لجلب المزيد من التفاصيل في الصورة، ويبقى هنا المعيار هو مدى نجاح الكاميرا في إعادة الحياة للصور بهذا الوضع والموازنة بين ذلك والوقت التي تستغرقه الكاميرا لالتقاط الصورة، فاختبرت بنفسي بعض الكاميرات التي يستغرق فيها زمن التقاط صورة بوضع ال HDR مايقارب ال 7ثوانٍ تقريباً! وهو زمن كبير جداً!

إضافة لذلك، لا ننسى توازن اللون الأبيض أو ال White Balance والذي برأيي يؤثر بشكل كبير جداً على  أي كاميرا هاتف وذلك لأن اللون الأبيض من أهم الألوان التي يجب معالجتها بشكل صحيح كي لاتبدو ناصعة البياض بشكل غير طبيعي أو شاحبة ومائلة للأصفر.

ولا ننسى أيضاً لون البشرة، فليست كل كاميرات الهواتف قادرة على التقاط نفس درجات لون البشرة وهذا الأمر برأيي يؤثر بشكل كبيرٍ خصوصاً على كاميرات السيلفي وذلك لأنها أكثر ما تستخدم لالتقاط الصور الشخصية وبذلك من المهم الحصول على درجة لون بشرة أقرب ما يكون للواقع إلا في وضع ” الجمال” فهنا من الممكن غض الطرف قليلاً عن هذا الموضوع.

وآخر أمر هنا أنه هنالك بعض كاميرات الهواتف تعطي ألواناً مختلفة أثناء تسجيل الفيديو مقارنة بالألوان أثناء التقاط الصور الأمر الذي لا نجده فعلياً سوى في الأجهزة الرخيصة إلا أنه أمر موجود ويجب التنويه له وأخذه في الحسبان أثناء إجراء معادلة تقييم أي كاميرا هاتف محمول.

خامساً: الميزات البرمجية

تختلف تطبيقات الكاميرا الرسمية في الهواتف المحمولة بميزات التصوير التي تقدمها. وكمثال يمكن أن نتحدث عن ميزات كالتحكم بالتعريض أو سرعة فتح الغالق أو غيرها. مثلًا على هاتفي القديم Sony Z1 لم أستطع تغيير إعدادات معينة  بسيطة احتجت إليها سابقاً أثناء تصويري لأحد الفيديوهات وذلك حتى بعد استعمالي لأحد التطبيقات الخارجية المدفوعة الاحترافية في التصوير، فهذا أمر يجب الانتباه إليه عند تقييم الكاميرات.

الأمر الثاني هو مدى سهولة الوصول والتحكم بالإعدادات المختلفة للكاميرا، فبعض كاميرات الهواتف تتيح لنا تطبيق خيار الـ HDR بكبسة زر على الواجهة الأمامية للتطبيق في حين أن هواتفاً أخرى علينا الغوص عميقاً في الإعدادات للوصول إلى مثل هذا الخيار.

مدى سلاسة تطبيق الكاميرا الرسمي يلعب دوراً كبيراً أيضاً في سرعة التقاط الصورة والتنقل بين الأوضاع المختلفة.

وبالحديث عن الأوضاع المختلفة لكاميرات الهواتف، هنالك العديد من الشركات التي تطرح ميزات جميلةٍ جداً داخل تطبيق الكاميرا، مثل ما تقوم به هواوي في هاتف مثل Nova 2 Plus مع الوضع الذي يسمح لنا بالتقاط صورة بانورامية ثلاثية الأبعاد وذلك عن طريق كل من الكاميرا الأمامية والخلفية، وسوني أيضاً لديها العديد من الميزات مثل أيضاً ميزة المسح ثلاثي الأبعاد وإنشاء ملصقات من المجسمات أيضاً بالإضافة لتأثيرات الواقع المعزز. سامسونغ هي الأخرى لها نصيب من الواقع المعزز عبر تقنية AREmoji.

برأيي الشخصي معيار المفاضلة هنا هو سرعة تطبيق الكاميرا في الفتح أولاً ثم التقاط الصورة ثانياً، بالإضافة لسلاسة الوصول للخيارات والتنقل بينها.

 

سادساً: الوضع الاحترافي أو اليدوي ضد الوضع التلقائي:

من الأمور الأخرى التي أعتقد أن كثيراً من الناس تخطئ فيها أثناء تقييمها لكاميرات الهواتف هي اختيار الوضع المناسب أثناء عرض واستعراض عينات الصور.

هنالك بعض الناس يؤمنون بقاعدة أن كاميرا أي هاتف جيدة يجب أن تكون قادرة على التقاط صورٍ ممتازة في الوضع التلقائي دون أي تدخل منا، ولا أستطيع مخالفتهم في ذلك، لكن لو كنا مهتمين بشكل كبيرٍ في مجال التصوير لا أظن أننا سنكتفي فقط بالوضع التلقائي، حتى لو كانت صوره جيدة أصلا، حيث أن الوضع الاحترافي هو الأساس وليس العكس وذلك كمحاكاة لتجربة التصوير باستخدام الكاميرات الاحترافية.

هو مجرد رأي شخصي، لكن عند المقارنة فيجب مقارنة الاحترافي مع الاحترافي والتلقائي مع التلقائي والكاميرا الأفضل هي كما أسلفت القادرة على تأمين أكبر قدرٍ من التحكم والخيارات في الوضع الاحترافي، فيزعجني كون بعض كاميرات الهواتف تضع لك “الوضع الاحترافي” بعيداً كل البعد عن الاحتراف ولا يحوي سوى بعض الخيارات البسيطة مثل ال ISO أو ال White Balance فحسب. أعود وأقول أن تجربة المستخدم السلسة ستمنح الأفضلية لأي كاميرا حتى ولم تكن نتائجها بجودة الكاميرات الأخرى.

 

سيئات تعداد الميغابكسل القليل:

تحدثت في أول المقال عن مقارنة حساسي كاميرا بنفس الحجم ومدى تأثير حجم الميغابكسل في الحصول على صور مضاءة بشكل ممتاز ومليئة بالتفاصيل، إلا أنه هنالك سيئة قد لا تواجهنا في كل الأحيان وهي مقدار حدة الصور، فالبتأكيد الكاميرا التي تحمل تعداد ميغابكسل أكبر بشكل عام ستكون أفضل في حدة الصور وستبتعد كل البعد عن زيادة الحدة برمجياً الأمر الذي يفيدنا كثيراً عند تقريب الصورة أو قصها.

لكنني مع ذلك أظن أن كاميرات الهواتف الحديثة تبلي جيداً في الموازنة بين التعداد والحصول على صور واضحة ذات حدة جيدة.

 

الملخص:

ملخص الأمر أن تقييم كاميرات الهواتف أمر ليس بالسهل، ويحتاج وقتاً كبيراً ودراسة لعينات الصور لأنها المرجع الأول والأخير والابتعاد عن المقارنة بالأرقام فقط والمواصفات الورقية فنادراً ما تطابق المواصفات الورقية الأداء الحقيقي خصوصاً على الهواتف المتوسطة، ولاننسى أن تجربة المستخدم أثناء التقاط الصورة لها دور كبير في التأثير على قراراته أثناء التقاط الصورة وكذلك على رأيه الأخير، فبعض الأشخاص قد يحيدون عن شراء الهاتف بسبب التجربة السيئة لتطبيق الكاميرا الرسمي أو لغياب ميزاتٍ بات تعد أساسية مثل التثبيت الإلكتروني على الأقل.

 

أخبروني رأيكم، هل ترون أن عمليات مقارنة كاميرات الهواتف حالياً التي نراها على اليوتيوب وغيره عادلة؟ وماهو أسلوبك في تقييم ومقارنة كاميرات الهواتف؟ أخبروني رأيكم في التعليقات.

 

التدوينة دليلك الشامل حول كاميرات الهواتف وكيفية المقارنة بينها تم نشرها أولًا في أردرويد.



from أردرويد https://ift.tt/2tJds0L
via IFTTT